اكتشفي كيف يمكن للبردقوش أن يعزز جمال وصحة المرأة

 

الاستخارة والاستشارة… ما هي صلاة الاستخارة

يواجهنا الكثير من الحَيْرَة في أمور عدّة، ولكن إلى من ينبغي أن نلجأ ومن يجب علينا أن نستشير؟ فبالرغم من ثقتنا في بعض الناس، إلا أنهم ما زالوا بشرًا يجتازون الخطأ والصواب. قد يكونون مشغولين أو في حالة سيئة وبذلك لا يسمعوننا بشكل جيد أو لا يقدمون لنا النصائح المناسبة للظروف والمواقف. ولكن مِنْ رحمة الله تعالى بنا، أنه بعظمته وجلاله يستمع إلينا في أي وقت دون وسيط. يحدث كثيرًا أن يتعقد الأمر علينا في العمل أو الزواج أو السفر، بل في جميع جوانب الحياة.

صلاة الاستخارة للزواج

أكثر ما يكون المسلم في حَيْرَة من أمره هو الزواج لذا شرع الله لنا الاستخارة وحثنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عليها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن" (رواه البخاري). 

الاستخارة تعبّر عن الاستعانة بالله تعالى في جميع الأمور. في هذا النوع من الطلبات، يتم توجيه قلوبنا نحو الله بجلاله وعظمته، مما يحول انتباهنا عن التعلق بالبشر. بواسطة الاستخارة، نحقق معنى العبودية والاعتماد على الله، حيث يضع المؤمن أعباءه على عاتق الله، ويثق بتدبيره. فمن يحسن التدبير والرعاية كما يفعل الله، الذي يتميز بلطفه ورحمته العظيمة؟ وهل يوجد أي شخص يضاهيه في كرمه ورأفته؟

ما هي صلاة الاستخارة وكيفية أدائها؟

تكون الاستخارة بأن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ويسلم ثم يحمد الله ويصلي على نبيه، ثم يدعو بنص دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. يقول النبي ﷺ: 

"إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِأَمْرٍ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ-ثم يسميه بعينه- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ" (رواه البخاري ومسلم).

هذا الدعاء هو دعاء الاستخارة الذي يردده المسلم عندما يواجه قرارًا صعبًا أو موقفًا يحتاج إلى استشارة وتوجيه من الله. في هذا الدعاء، يستخير المسلم الله ويستعين بعلمه وقدرته، ويطلب منه الخير و يتوجه المسلم إلى الله بصدق وخشوع، يعترف بأنه لا يعلم ما هو الخِيار الأفضل له وأنه بحاجة إلى إرشاده. فهو يعلم أن الله هو العالم العليم بكل شيء، وهو القادر على تحقيق ما خير لعباده.

في هذا الدعاء، يتضح أن المسلم لا يقدر على تحديد مصيره بمفرده، وإنما يعتمد على قدرة الله وحكمته في توجيهه. يطلب المسلم من الله أن يفتح له أبواب الفهم والرؤية، وأن ينير له الطريق الذي يجب أن يسلكه في هذا القرار.

ما هي العلامات التي تظهر بعد صلاة الاستخارة؟

ومن الجميل في هذا الدعاء أن المسلم يعلم أن الله قادر على تغيير مصيره وتوجيهه نحو الخير، حتى وإن كانت الظروف توحي بشر الأمور. إذا كان هذا الأمر هو الأفضل له ولدينه وحياته ومستقبله، فإنه يتوسل إلى الله أن يقدر له هذا الخير ويسهل له تحقيقه.

بالمقابل، إذا كان هذا القرار يحمل في طياته الشر ويتنافى مع مصلحته الدينية والحياتية، فإن المسلم يستعيذ بالله منه ويطلب منه أن يصرفه عنه ويوفقه للخير في طريق آخر. فهو يعرف أن الله هو الذي يملك القدرة على تغيير المصائر وتوجيهها بما يحقق الخير ويحفظ المسلم من الشر.

بعد أن يتضح للمسلم ما هو القرار المناسب له، يبتهل إلى الله أن يبارك له فيه ويجعله مباركًا. فهو يعلم أن البركة تأتي من الله وأنها تضمن النجاح والتوفيق في كل المجالات.

إن الدعاء بالاستخارة هو طريقة مؤكدة للمسلم للتواصل مع الله والاستفسار منه في قضايا الحياة المختلفة. فعندما يتردد المسلم بين خيارين متنازعين، فإن الاستخارة تكون وسيلة له للحصول على إرشاد من الله العليم بكل شيء.

👈شاهد أيضا: شروط صلاة الاستخارة

متى يكون وقت صلاة الاستخارة؟

تبدأ عملية الاستخارة بنية صادقة وخشوع في القلب. يستعيذ المسلم بالله من الشيطان الرجيم، ويثبت في قلبه أنه لا يملك القدرة على اتخاذ القرار الأمثل بمفرده. ثم يؤدي صلاة ركعتين اختيارية، مع التركيز الكامل والتفكير في القضية المحيرة التي يرغب في الاستشارة حولها.

بعد الانتهاء من الصلاة، يُبدي المسلم دعاءً خاصًا يستخدم في الاستخارة. يرفع يديه إلى الله ويبدأ بالتحدث إليه بكل صدق وصراحة. يطلب من الله العليم بالغيب والمستقبل أن يمنحه إشارة واضحة ومباشرة توجهه إلى القرار الأفضل له.

ومن الجميل في هذا الدعاء أنه لا يُطلب من المسلم أن يكون مستقرًا على رؤية محددة أو علامة واضحة. بل يطلب منه أن يرشد إلى الخير ويوفق للقرار الأفضل في حياته. فقد يأتي الجواب من خلال الإلهام، أو من خلال تغيير في الظروف والملابسات التي تؤثر على القضية المطروحة.

بعد الدعاء بالاستخارة، يعتمد المسلم على توجيهات الله ويرضى بقضائه وقدره. إذا توجهت الأمور باتجاه القرار الذي استشار حوله، يعلم المسلم أنها هي الإشارة الواضحة من الله.

تعديل المقال